دعوى المطالبة بالميراث في السعودية

قضايا الميراث تعد من القضايا الشائكة والمعقدة، والسبب في ذلك هو التداخل بين أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المدنية والاجتماعية، مما يحتاج إلى فهم قانوني عميق لتلك الأنظمة للتمكن من التعامل معها، ومن ضمن الإجراءات القانونية الخاصة بقضايا الميراث رفع دعوى المطالبة بالميراث في السعودية، حيث أنها الوسيلة التي تستعين بها الأطراف المتنازعة على فض النزاعات الخاصة بالتركة وتقسيم الميراث.

ما هي إجراءات رفع دعوى المطالبة بالميراث في السعودية؟

يتم رفع دعوى المطالبة بالميراث في السعودية من خلال اتباع عدد من الإجراءات القانونية التي قد تتغير من قضية إلى أخرى حسب مدى تعقيدها، ولكن هناك إجراءات ثابتة لا تتغير، وهي:

• حصر الورثة الشرعيين: في البداية يتم تحديد الأشخاص المستحقين للإرث استنادًا إلى شهادة الوفاة وسجلات الأسرة، وإذا كان هناك خلاف حول الأشخاص الذين سيرثون في التركة، فإنه يلزم تقديم مستندات أخرى تثبت العلاقة بين الوارث والمتوفى.
• تجهيز الأوراق الرسمية: يجب على الورثة إعداد الوثائق المطلوبة مثل شهادة الوفاة، بطاقات الهوية، الوصية (إن وجدت)، وكافة المستندات المتعلقة بممتلكات المتوفى.
• رفع القضية للمحكمة: بمجرد الانتهاء من الخطوة السابقة يتم تقديم الدعوى إلى المحكمة المختصة، ثم يحدد القاضي موعد الجلسة الأولى للبت في القضية.
• توزيع التركة: بعد صدور الحكم يتم تنفيذ الحكم الصادر وإعطاء كل وارث حصته من التركة حسب ما نصت عليه الشريعة الإسلامية.

اقرأ على موقعنا: رفع دعوى تقسيم تركة في النظام السعودي

متى يسقط حق المطالبة بالميراث؟

يسقط حق المطالبة بالميراث في حالات معينة، منها:

• تنازل أحد الورثة عن نصيبه في التركة، ويجب أن يتم التنازل دون إجبار أو إكراه من باقي الورثة.
• إذا توفى الوارث فإن حقه في المطالبة بالميراث يسقط.
• ألا يكون الوارث من الأقارب الذين يحق لهم أن يرثوا في المتوفي.
• إذا تم قتل المورث على يد الوارث، فإنه يسقط حقه في المطالبة بالميراث.
• إذا لم يكن الورثة مقيمين في المملكة، بل يعيشون في دولة أخرى، فإنهم لا يرثون في المتوفى.
• إذا تم التأكد من أنه ليست هناك أي علاقة نسب شرعية تجمع بين الشخص الذي يطالب بالإرث وبين المتوفى.

شروط رفع دعوى مطالبة الورثة في القانون السعودي

توافر شروط رفع دعوى المطالبة بالميراث في السعودية أمر ضروري لرفع تلك الدعوى، وتتضمن تلك الشروط ما يلي:

• وجود شهادة الوراثة: فهي الشهادة التي تثبت صلة القرابة بين الورثة والمتوفى، حيث أنها من أهم شروط رفع دعوى المطالبة بالميراث في السعودية.
• توكيل ممثل قانوني: إذا لم يتمكن الورثة من الإنفاق وإيجاد حل للنزاعات القائمة بينهم، فإنه قد ترى المحكمة ضرورة تعيين ممثل قضائي لمتابعة إجراءات توزيع التركة، مما يسهل عملية التقسيم.
• حصر الممتلكات والالتزامات المالية: من الضروري حصر جميع ممتلكات المتوفى وما عليه من ديون، وذلك لتحديد إجمالي التركة وضمان حصول كل وارث على نصيبه بالعدل.
• الإعلان القانوني: تلجأ المحكمة أحيانًا إلى إبلاغ الورثة الغير متواجدين، بسبب عدم التمكن من الوصول إليهم، بالدعوى المقامة.
• الحسابات المالية: قد تنص الأنظمة القانونية على ضرورة تقديم حسابات مالية تفصيلية توضح كافة العمليات المالية المرتبطة بالتركة، بما يشمل الدخل، المصروفات، والالتزامات المالية.
• الوصية الشرعية: في حال وجود وصية قد كتبها المتوفى قبل موته وكانت صالحة، فإنها تلعب دور هام في تقسيم التركة، حيث يجب على المحكمة مراعاة تلك الوصية عند تقسيم التركة.

المستندات المطلوبة لرفع دعوى المطالبة بالميراث

يتطلب رفع دعوى المطالبة بالميراث في السعودية توفير عدد من المستندات الضرورية التي تثبت حق المدعي، وتتضمن تلك الأوراق ما يأتي:

• تقديم نسخة من شهادة وفاة المورث مذكور فيها تاريخ الوفاة.
• نسخة مصورة من هوية كل وارث من الورثة، سواء كانت هوية وطنية أو إقامة في حالة المدعي غير سعودي.
• إذا كان الورثة من عائلة واحدة يلزم تقديم السجل الأسري لهم.
• إذا كتب المورث قبل موته وصية فإنه يجب تقديمها ضمن الأوراق المقدمة.
• يجب تقديم أي وثائق تؤكد أن المورث هو المالك للتركة من أملاك وعقارات، مثل عقود الملكية أو شهادات صادرة من جهات رسمية.
• إذا كان هناك خلاف بين الورثة تتعلق بهوية أحدهم أو تتعلق بتقسيم التركة فإنه يجب تقديم مستندات أخرى، مثل الشهادات أو غيرها من المستندات التي تثبت صلة القرابة بين المورث والورثة.

لا تنس قراءة: حقوق الورثة في العقارات المشتركة

مطالبة الورثة بدين مورثهم في السعودية

أوجب النظام السعودي على الورثة دفع الديون المستحقة على المتوفى، وذلك قبل البدء في تقسيم التركة، حيث يتكفل كل وارث بسداد جزء من الدين حسب حصته في التركة، بل يجب على جميع الورثة العمل معًا لمعرفة قيمة الدين وتوزيعه بينهم بالعدل، ويشترط كذلك دفع تلك الديون قبل حصول كل وارث على نصيبه من التركة.

يحق للورثة استلام جزء من نصيبهم في التركة للتمكن من دفع الدين الذي تركه المتوفى دون أن يسدده، أما إذا كان المتوفى هو الدائن وليس المدين فإنه يحق للورثة التقدم بدعوى للمطالبة بذلك الدين من المدينين، ويتم ذلك من خلال أحد الورثة أو من ينوب عنه.

صيغة دعوى مطالبة بالميراث

يعتمد نجاح القضية على صياغة الدعوى بشكل دقيق، بحيث تكون دعوى المطالبة بالميراث شاملة وتتناسب مع ظروف القضية.

• أول شيء يتم كتابته في صحيفة الدعوى هي الوقائع الخاصة بالقضية، حيث يتم مراعاة الدقة والوضوح خلال عرض تلك الوقائع، مع ذكر أسباب تقديم الدعوى وطبيعة الخلافات التي نشبت بين الورثة، مع ذكر جميع الأطراف المعنية، وبيان طريقة توزيع التركة.
• بعد ذلك يتم الحديث عن مطالب المدعي، وما يريد الورثة الوصول إليه من وراء رفع تلك الدعوى، ومن ضمن الطلبات التي يطالب بها الورثة تحديد نصيب كل وارث في التركة، معالجة أي أخطاء حدثت أثناء تقسيم التركة سابقًا، والعمل على تقسيم التركة مرة أخرى وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
• عند صياغة صحيفة الدعوى يتم تقديم الأوراق المطلوبة والمستندات التي تثبت حق الورثة في رفع تلك الدعوى، مثل صكوك الملكية، شهادات الوفاة، وغيرهم من الوثائق الأخرى التي تكون مرتبطة بالتركة.

في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على إجراءات دعوى المطالبة بالميراث في السعودية، الحالات التي يسقط فيها حق المطالبة بالميراث، شروط رفع دعوى المطالبة بالميراث، والمستندات المطلوب تقديمها عند رفع الدعوى، وللحصول على استشارات قانونية متخصصة في مثل هذا النوع من الدعوى قم بالتواصل مع محامي جدة.

يمكنك قراءة/ أفضل محامي ميراث في جدة

الأسئلة الشائعة